ولد السعدونـ روح بدأت بالإبدآع
المشآركآتـ : 83 النقآط : 193 السٌّمعَة : 0
| موضوع: التبصير الأربعاء أغسطس 12, 2009 8:38 am | |
| التبصير: وهو ما يكون من خلال قراءة الكف أو الوَدَعْ ( الوَدَع: جمع وَدَعَات صغار تُخرج من البحر) , أو قراءة الفنجان من خلال بقايا خطوط القهوة المتيبسة على جوانب الفنجان وقعره , فيخبر القارئ لهذه الأمور عن أحوال صاحبها وأوصافه، وعمَّا يحدث له، ويتنبأ المبصِّر كذباً بالمستقبل لهذا المغبون.
فلو اختلفت كثافة القهوة بين الثقيلة والخفيفة لاختلفت حياة الإنسان,ولتغيَّر مسيرها إن طرأ طارئ على خطوط كفه وانحناءاتها كحرف مثلاً أو غيره، إن كانت هذه الخطوط كما يزعم البصَّارون تُعلم عن حياة الإنسان وأحداثها، فإما التشاؤم من المستقبل الوهمي، وإما التفاؤل. والحقيقة: كل ذلك نفاه الشرع وأبطله، ونهى عنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بقوله: « إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت » {مسند الإمام أحمدج5}. أي من السحرة والكهنة. وإن الغيب لا يعلمه إلاَّ الله.
وما ذكره تعالى لنا عن الجن الذين سخَّرهم لسيدنا سليمان عليه السلام في الأعمال الشاقة المضنية، بأنهم ظلّوا قائمين على أعمالهم عشرات السنين إثر انتقاله عليه السلام إلى رحاب الله، حيث وُضِعَ جسده الشريف بأمره على كرسي طيلة تلك السنين، وبدا كما لو أنه في حال الحياة، إذ لما أكلت "الأَرَضَةُ " {الأرَضَة: جمع أرَض، وهي دويبة من فصيلة الأرَضيَّات تقرض الأخشاب. وتعيش في البلاد الحارة مجتمعةً في مستعمرات}. عصاه خرَّ جسده الشريف على الأرض، هنالك تبيَّنت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب أمداً،أي: انكشفت الجن أنهم لا يعلمون الغيب، فلو علموه ما لبثوا عشرات السنوات في العذاب المضني من الأعمال الشاقة،يخافون سيدنا سليمان عليه السلام ويخشون هيبته، " يخافون ظنّاً منهم أنه لا يزال على قيد الحياة متربعاً على عرشه "، وهم لا يعلمون بانتقاله عليه السلام، وهو أمام مرأى أعينهم عن بُعدٍ، فأين تنبؤهم بالمغيبات إذن؟!..
قال تعالى: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) : أي: ظهرت وانكشفت. سورة سبأ: الآية (14), إذن لا حقيقة لإخبار الغيب مطلقاً، وإنما هو دجل ووَهمٌ، تلقيه الشياطين القرناء إلى سدنتهم الكهنة، ليغرِّروا الناس البسطاء بطول الأمل بدنياهم الدنية،وليس يخفى على ذي عقل ما يفعل طول الأمل بصاحبه، إذ ينسيه الآخرة ، وتسيطر عليه الأهواء فينقاد لها,وتستبد به الشهوات فيتبعها,فيحب الدنيا وبهرجها، ويغتر بمتاعها، فيهمل جانب الدين، ويؤثر الباطل على الباقي الأبدي من حيث لا يدري، ويعصي الله ورسوله، حيث سلَّم قياده لمن لا يرحمه، لألد الأعداء، فسار بما أملاه عليه عدوه من ظنون وأوهام مهلكة.
أو أن يملوا عليه ببواعث اليأس والقنوط والفشل وممَّا يحبط همته عن القيام بالعمل المنتج المجدي، فيقع فريسة سهلة الاقتناص بين أيديهم إثر ظنونه السيئة بربه، ويدأب على الإلتجاء إليهم حتى هلاكه.
وتلك غاية الشيطان وأمنيته ببني آدم، ولو تعددت السبل ولكن الهلاك واحد بالبعد عن الله إثر الشرك به جلَّ وعلا.
ومن أصدق من الله حديثاً بقوله جلَّ وعلا: (....وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ..) سورة لقمان: الآية(34)، فأنى لهؤلاء أن يعلموا أيامهم المستقبلية... بل وأيام غيرهم من الناس، وقوله تعالى واضح وظاهر. ( من كتاب كشف خفايا علوم السحرة )
| |
|