وباء الزهري شهد العالم موجات كاسحة من انتشار وباء الزهري على فترات منذ أن ظهر لأول مرة عام 1494م، وقد قضى على مئات الملايين من الأشخاص في القرون الخمسة الماضية وحطم حياة ملايين أخرى منهم وبرغم اكتشاف المضادات الحيوية، فما زال المرض يزداد وينتشر إذ يصاب سنويا حوالي خمسين مليونا من البشر بهذا المرض جرثومة دقيقة ضعيفة، لكنها قاتلة خطيرة تهاجم جميع أعضاء الجسم، وفي غفلة من الضحية تدمره وتقضي عليه بعد رحلة طويلة من الآلام والأوجاع التي لم يعهدها الناس وقتئذ وما سمعوا بها.
مرض السيلان يتصدر مرض السيلان قائمة الأمراض المعدية، فهو أكثر الأمراض الجنسية شيوعا في العالم؛ إذ يتراوح الرقم المثبت في الإحصائيات حوالي 250مليون مصاب سنوياً، وهذا لا يمثل الحقيقة لأن عدد الحالات المبلغ بها والواردة في الإحصائيات تمثل من عشر إلى ربع الرقم الحقيقي، وبرغم هجوم ميكروب السيلان الدقيق على جميع أعضاء الجسم وتسببه في الالتهابات والعلل والآلام للمصاب إلا أن أخطر آثاره هو قطع نسل الضحية، لذلك يسمى هذا المرض بالمعقم الأكبر وهكذا كل الأمراض الجنسية.
التهاب الكبد الفيروسي، إلى غير ذلك من فطريات وطفيليات الجهاز التناسلي التي تصيب ملايين الناس.
الإيدز طاعون العصر الحقيقة أنه ليس مرضاً واحداً ولكنه عدة أعراض متزامنة وأمراض مختلفة وسرطانات عديدة لذلك يسمى بمتلازمة العوز المناعي أو الإيدز الرعب القاتل الذي أقض مضاجع الزناة واللوطيين وأصبح سيفًا مسلطا على رقابهم يحصدهم حصدًا إلى الجحيم... إن هذا الوباء الكاسح كان جزاء وفاقاً لظهور الإباحية وانتشار الفاحشة وإعلانها، فما هو ذلك الوباء الذي اجتاح الهلع منه والرعب دول العالم أجمع وعلى الأخص الدول الغربية ؟ إنه طاعون العصر للذين استعلنوا بالفاحشة وغرقوا في أوحال الرذيلة، إنه الإيدز المرض الذي يسببه فيروس ضئيل لا يرى إلا بعد تكبيره مئات الآلاف من المرات بالمجهر الإلكتروني.
رسوم توضح شكل فيروس الإيدز
فيروس الإيدز إن فيروس الإيدز من مجموعة الفيروسات المنعكسة Retroviruses والتي هي من أصغر الكائنات الدقيقة المعروفة لدينا ولها قدرة عجيبة في استعمار الخلايا الحية والتكاثر فيها بواسطة التحكم في أسرار الجينات الموجودة في الخلايا. ويهاجم فيروس الإيدز الخلايا اللمفاوية المساعدة T8 التي تمثل العمود الفقري والعقل المدبر لجهاز المناعة عند الإنسان فيتكاثر فيها ويدمرها ومن ثم يدمر هذا الإنسان ويهلكه، لذلك يسمى بمرض نقص المناعة المكتسب.
الجهاز المناعي لقد حبى الله الجسم الإنساني بوسائل دفاعية نشطة لصد هجمات الغزاة المعتدين عليه ويقوم بهذه المهمة كرات الدم البيضاء، وهي أنواع عديدة :
النوع الأول: هو الخلايا اللمفاوية وتوجد في الدم والغدد اللمفاوية والكبد والطحال ونخاع العظام الحمرا. وتنقسم هذه الخلايا إلى قسمين : الخلايا البائية B. CELLS وهي خلايا متخصصة في صنع القذائف المضادة لأنواع الميكروبات المختلفة وهي ما تسمى بمضادات الأجسام Antibodies.
والنوع الثاني: من الخلايا اللمفاوية هي الخلايا التائية T. Cells وهي اثنا عشر صنفا على الأقل لكل منها ميزة خاصة ووظيفة محددة فمنها من تتحول عندما تعلم بوجود العدو إلى خلايا مقاتلة تندفع في مجري الدم إلى الخلايا المصابة حيث العدو فتقوم بمهاجمته والالتحام معه في قتال ضار وشرس حتى تتمكن من القضاء عليه .
خلايا جهاز المناعة
صورة بالمجهر الإلكتروني لفيروس ا لإيدز
ومنها الخلايا المساعـدة Helper cells T4 ومنهـا الخـلايا المثبطـة Supresive T.cells التي تمنع الخلايا المقاتلة وتثبطها من استمرار نشاطها الانتحاري بعد انتهاء المعركة والقضاء على الغازي، كما تثبط الخلايا البائية لتحد من إنتاج الأجسام المضادة، والوظيفة الرئيسية للخلايا البائية والتائية هي القضاء على الفيروسات والطفيليات والفطريات والجراثيم والخلايا السرطانية، وتشكل الخلايا التائية من 60% إلى 80% من مجموع الخلايا اللمفاوية في الدم، بينما تشكل الخلايا البائية من 10% إلى 20% منها، ثم يقوم بعد ذلك النوع الثاني من خلايا الدم البيضاء ببلع الأعداء وكنس ميدان المعركة وتصفيته من الجثث المختلفة.
ماذا يحدث في مرض الإيدز؟ يتركز هجوم فيروس الإيدز على الخلايا المساعدة فيشل حركتها ويتكاثر فيها بعد فك رموز أسرار جيناتها ثم يدمرها وتخرج منها أعداد هائلة من الفيروسات تهاجم خلايا جديدة، كما تقوم أعداد هائلة من الخلايا المساعدة السليمة بالانتحار حينما يأتيها الخبر بأن هذا الفيروس دخل إلى واحدة منهن ويتوالى تثبيط آليات الدفاع في جهاز المناعة، حتى تنهار وسائل الدفاع تماماً وعندئذ تشن الكائنات الدقيقة من الميكروبات المختلفة – المتطفلة على الإنسان والغازية له من الخارج – القوي منها والضعيف هجوما كاسحا على الجسم فتقضي عليه.
صورة لشخص مصاب بفيروس الإيدز ويظهر عليه التهاب حاد في الغدد اللمفاوية
بعد أن يصاب بالتهابات رئوية طفيلية وفطرية حادة مع إسهال شديد شبيه بالكوليرا وفقدان وزنه وتحوله إلى هيكل عظمي مع تضخم كبير في الطحال والغدد اللمفاوية وإصابته بأورام سرطانية وأمراض جلدية عديدة، ولا يترك هذا الفيروس أي مكان في الجسد إلا أصابه حتى الجهاز العصبي والمخ فيصاب المريض بالتشتت العقلي والإحباط والكآبة ثم الاختلال العقلي والجنون في المراحل المتأخرة، بالإضافة إلى التهابات الدماغ والنخاع الشوكي والسحائي، والذي يؤدي إلى الشلل وأحيانا إلى العمى ثم ينتهي المريض إلى الموت والهلاك.
صورة لشخص مصاب بفيروس الإيدز ويظهر عليه التهاب حاد في جهاز التنفس
صور لبعض الالتهابات والأورام التي تصيب المصابين بمرض الإيدز
* بعض محتويات الكتاب · الأمراض الجنسية..... بين الماضي والحاضر. · موجـز عن الأمراض الجنسية المعدية. · الأمراض الجنسية عقوبة إلهية..كيف؟ · منظمة الصحة العالمية تستغيث.....!! · الإســـــلام هـــــو العــــــلاج.........!! · طبع من هـذا الكـتــاب حـتــى الآن 63000 نسخة ويوزع مجاناً.